كانت الملكة أمينة زازاو، وهي شخصية تاريخية من شمال نيجيريا حاليًا، من أبرز ملكات المحاربات في أفريقيا، و حكمت في القرن السادس عشر، في فترة ازدهار ممالك الهوسا.


لم تكن أمينة قائدة رمزية فحسب، بل قادت حملات عسكرية بنفسها، موسعةً أراضي زازاو إلى ما هو أبعد من حدودها الأصلية، و امتد حكمها عبر أجزاء من نيجيريا والنيجر والكاميرون الحالية.
ما جعلها استثنائية لم يكن براعتها العسكرية فحسب، بل كيف أعادت تعريف دور المرأة في القيادة في وقت كان فيه النظام الأبوي متأصلاً في العديد من المجتمعات.
حصنت أمينة المدن بأسوار دفاعية، أصبح العديد منها نماذج أولية للعمارة الهوسية التقليدية،و بُنيت هذه الأسوار، المعروفة باسم "غانوار أمينة" (أسوار أمينة)، لحماية إمبراطوريتها المتوسعة، ولا تزال قائمة حتى اليوم في أجزاء من شمال نيجيريا كآثار تاريخية.
كما ساعدت زازاو على السيطرة على طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى، مما جعل المنطقة مركزاً تجارياً ثرياً، لا سيما في سلع مثل الذهب وجوز الكولا والعبيد، وقد ضمنت ابتكارات الملكة أمينة العسكرية واستراتيجياتها الإدارية استمرار نفوذ مملكتها لفترة طويلة بعد وفاتها.
ورغم أن قصتها انتقلت في الغالب عبر التقاليد الشفهية، التي تمزج أحياناً بين الحقيقة والأسطورة، إلا أن المؤرخين يتفقون على نطاق واسع على وجودها وتأثيرها، ولا يزال إرثها يحتفى به حتى اليوم في التاريخ النيجيري وفي جميع أنحاء أفريقيا كرمز للقوة والقيادة وتمكين المرأة.